كل العالم الآن يقول لك بصوت واحد بأن التميز
أول طريقه التعلم, و العلم الآن ليس طب و هندسة و علوم شرعية . الآن حتى الرياضي
أصبح من الضروري له أن يتعلم كيف يتحكم في نفسه و ميكانيكية حركة جسمه حتى يشتغل
بكفاءة أكثر فالعلم اليوم أصبح في كل شئ . إذا عالم ما أعطاك وصفة مثلا كيف تنبغ
في أي علم فقد أعطاك خدمة العمر لأنه من بيننا أناس كثر يريدون التعلم و لكن لا
يعرفون كيف ؟؟ و الإمام الشافعي أحد أكابر أهل العلم كان فقيها و يحب الطب و رياضي
يعنب يلعب الرياضة و خصوصا الرماية حيث كان يصيب عشرة من عشرة . و يقول الإمام
كنصيحة للناس الذين يريدون التعلم )يا أخي لن تنال العلم إلا بستة سأنيك عن تفصيلها ببياني
ذكاء و حرص و اجتهاد و بلغة و صحبة أستاذ و طول زمان( حيث أول طريق لطلب العلم هو الذكاء: فالذكاء إما
موهبة في العقل كسرعة التحصيل و قوة الفهم و إما عقل عادي لكنه شديد التركيز أثناء
التعلم حيث يطرد كل مايشغله و كل ما يحول بينه و بين الإكتساب . رولف والدو
الفيلسوف الأديب الأمريكي يقول : إن التركيز هو أساس النجاح في كل شئ .
- حرص و اجتهاد: عون المعبود ينزل عند بذل المجهود و استفراغ الوسع و شدة الإجتهاد هي العامل المشترك بين كل العباقرة في العالم السهر قلة النوم ألم الظهر التعب هذه مجرد أثمان طبيعية يدفعها كل متعلم مجتهد و الإمام البخاري كان يقول : ليس للحفظ دواء مثل مداومة النظر .أتدرون ما هو التحدي الذي يقف عائقا بينك و بين التحصيل للأسف هو سخرية المجتمع من المجتهد الذي فرغ حياته كلها من أجل العلم و التحصيل العلمي .
- بلغة: البلغة هي مقدار من المال ينفق في سبيل العلم حتى تبلغ ما تريد من العلم و يجب عليك أن تعلم أنه من لا يريد أن ينفق جزءا من دخله من أجل التعلم لن يحقق أي شئ . أنا هنا لن أقول لك إصرف كل دخلك مثل علمائنا الذين أصبحوا مفلسين جراء ذلك في سبيل شراء الورق و الأحبار لكتابة العلوم مثل الإمام البخاري الذي باع حتى لبسه و لم يعرف كيف يذهب إلى مجالس العلم لأنه لا يملك ملابس في سبيل كتابة صحيح البخاري أو مري كوري العالمة الكبيرة التي باعت جائزة نوبل من أجل أبحاثها العلمية .
- صحبة أستاذ: العلم في الصدور و ليس فقط في السطور يعني في الكتب و علماء الشريعة كانوا يقولون لنا لا تأخذوا العلم من صحفي يعني شخص قرأ فقط و ليس عنده شيخ أو أستاذ لأن العلوم يجب أن ترافقها رؤية و تجربة العالم أو الأستاذ يعني مثلا حينما تقرأ في السنة كان النبي صلى الله عليه و سلم لا يرد الدهن . يخيل لك إن الدهن هو ما يؤكل و الدهن هنا هو العطر و هذه المعلومة لن يشرحها لك إلا الأستاذ و التعلم من الكتب دون الرجوع لمن فهمها و بالذات في العلوم الشرعية لمن فهم مراد الله من هذه الكتب هذا يعتبر تجرؤ على العلم للذي يتعلم بدون شيخ أو أستاذ و لكن مع التطور التقني فالأستاذ يمكنك مشاهدته في دورات على مواقع الإنترنت المتخصصة و ذلك حسب قدرة كل إنسان .
- طول زمان : هناك ثلاثة أصناف لن يتعلموا المستحي . و المستكبر و المستعجل العامل الأساسي في العلم و التعلم هو الصبر على الوقت حتى حتى تتراكم المعلومات في عقلك و الذي يستعجل على العلم و يكتفي بالعلوم القليلة يصبح مثلة الثمرة التي لم تنضج بعد لها وجود و لكن ليس لديها فائدة أو طعم .
إذا فأركان طلب العلم ذكاء و حرص و اجتهاد و بلغة و صحبة أستاذ و طول
زمان هذه كانت نصيحة أحد أئمة الزمان محمد ابن إدريس الشافعي.
فاللهم يا رب علمنا ما ينفعنا و أخرجنا من ظلمات الجهل و الوهم إلى
أنوار العلم و صحيح الفهم و اكشف لنا عن كل سر مكتوم يا حي يا قيوم .